“سينما من أجل غزة” تطلق مزاداً عاماً لعون الفلسطينيين

سعيد محمد – لندن

أسس ممثلون وصحافيون ومخرجون بريطانيون من أجواء العمل السينمائي تعاونية لهم أطلقوا عليها اسم “سينما من أجل غزّة*” بغرض تحويل تضامنهم مع الفلسطينيين إلى جهود عمليّة تساعد في التخفيف من معاناة الشعب الذي يتعرّض إلى حرب إبادة علنيّة منذ أكثر من ستة أشهر.     

وتداعى كل من هانا فلينت، وجوليا جاكمان، وليلى لطيف، وصوفي مونكس كوفمان، وهيلين سيمونز إلى تنظيم نشاطات باسم التعاونية لجمع الأموال لجمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب)، وهي منظمة أهليّة خيرية بريطانية تتخصص في تقديم الخدمات الطبية للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة ومخيمات لبنان، وتدافع عن حقوقهم في تلقي العلاج والعناية الطبية، وتدعم تطوير القدرات والمهارات المحلية لضمان التنمية طويلة الأجل لنظام الرعاية الصحية الفلسطيني. وتشارك الجمعية الآن في الاستجابة لحالة الطوارئ في غزة.

وفي هذا الإطار أطلقت التعاونية مزاداً خيرياً لبيع متعلقات رمزية للفنانين لأعلى سعر يستمر، عبر الإنترنت، لعشرة أيّام، حتى الثاني عشر من شهر إبريل / نيسان الجاري.  

ومن بين الفنانين الذين تبرعوا بأشياء للمزاد المخرج البريطاني جوناثان غليزر، الذي فاز فيلمه عن الهولوكوست “منطقة الاهتمام” بجائزة أفضل فيلم روائي دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام. وتبرع جليزر بملصقات موقعة لأحدث أفلامه. وكان غليزر قد تحدث في خطاب قبول الأوسكار ضد توظيف الدين اليهودي والهولوكوست من قبل الدّولة العبريّة لتبرير إبادة الفلسطينيين و”تجريد غزة من إنسانيتها”.

وتشمل القطع والأشياء الأخرى المعروضة للبيع بالمزاد العلني نصوص أفلام ومسلسلات وكلمات أغان موقعة من مبدعيها، وفرصاً للقاءات افتراضيّة عبر موقع زووم مع ممثلين وفنانين معروفين، وتذاكر خاصّة لحضور عروض ارتجال كوميدي، وفرصاً لالتقاط صور شخصيّة بكاميرا صحافي سينمائي محترف، أو قضاء يوم في مواقع التصوير السينمائي، وغيرها. وقد تدفقت هذه التبرعات من مجموعة واسعة من المواهب السينمائية من المملكة المتحدة وخارجها من بينهم تيلدا سوينتون، ورامي يوسف، وبيتر كابالدي، وإيميلدا ستونتون، وبريان كوكس، وجوزيف كوين، ومايك لي، وميسان هاريمان، وجوانا هوغ، وإيمي لو وود، وجوش أوكونور. ويعرض موقع المبادرة على الانترنت 134 مزاداً متوازياً على المعروضات التي تجاوز ربعها على الأقل حد الألف جنيه إسترليني لكل منها.

وبالإضافة إلى فرص المزايدة على المعروضات، فإن موقع المبادرة يوفر أيضاً إمكانيّة التبّرع المباشر. ومع كتابة هذا التقرير كان مجموع الأموال التي جمعت من المزايدات والتبرعات الموازية قد تجاوز المائة ألف جنيه استرليني (126 ألف دولار أمريكي)، ويأمل المنظمون أن تنجح المبادرة بجمع ربع مليون جنيه على الأقل.  

وكانت منظمة العون الطبي للفلسطينيين قد تأسست على يد جراحة العظام البريطانية الدكتورة سوي تشاي أنغ التي تطوعت للخدمة في مخيمات صبرا وشاتيلا ورفضت مغادرة المستشفى هناك أثناء المذبحة التي نفذها مقاتلو الكتائب اللبنانية ضد سكان المخيمين العزّل في الفترة ما بين 16 و 18 أيلول/سبتمبر 1982 بحماية الجيش الإسرائيلي، وعملت وقتها بلا كلل لإنقاذ الجرحى، وحماية مرضاها. ولدى عودتها إلى المملكة المتحدة، انضمت الدكتورة آنغ إلى زملاء لها من المهنيين الطبيين والعاملين في المجال الإنساني لتأسيس منظمة العون الطبي للفلسطينيين (MAP)، من أجل تنظيم إرسال الأطباء والممرضات للعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الرعاية لهم في الخطوط الأمامية.

والدكتورة أنغ ما زالت إلى الآن أحد الأمناء المؤسسين لمؤسسة العون الطبيّ للفلسطينيين إلى جانب عملها استشاريّة في جراحة العظام في مستشفى لندن وسانت بارثولوميو. وقد كتبت في “من بيروت إلى القدس” عن تجربتها البطولية، كما ساهمت بتأليف مرجع متخصص عن جراحة الحرب بالاستفادة مما شهدته من فظاعات الإجرام الفاشيستي في المخيمات.

للاشتراك في المزادات، أو للتبرع مباشرة عبر مبادرة “سينما من أجل غزة”، يرجى زيارة الموقع: 

https://uk.givergy.com/cinemaforgaza/?controller=home

——————————

*(Cinema 4 Gaza).

نشر هذا المقال على الصفحة الأخيرة بجريدة الأخبار اللبنانية عدد الأربعاء 10 إبريل 2024

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.